وقد أعرضنا عن بعض أولاد أئمتنا مع شدة إخلاصنا لهذا البيت الطاهر وكفرنا جماعة ممن صحبهم وفسقنا آخرين وضعفنا قوما وأمسكنا عن قوم آخرين كما يشهد به الخبير بطريقتنا، فلو كان هؤلاء كما ذكره الشهرستاني لم يعظم علينا تكفيرهم ولألحقناهم بأبي الخطاب محمد بن مقلاص الأجدع وبالمغيرة بن سعد وعبد الله بن سبأ والمختار بن أبي عبيد وأمثالهم، لكن أعداء أهل البيت عمدوا إلى أكابر أصحابهم فرموهم بهذه الطامات كي يسقطوهم من أعين الناس حسدا منهم وبغيا، ثم جاء الشهرستاني فرأى أثرا فاتبعه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد بلغت القحة ببعض المتعصبين إلى رمي المتأولة (وهم الإمامية في عرف سوريا) بإنكار الصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر الواجبات حتى نقل ذلك عنهم جودت باشا كما في صفحة 366 من الجزء الأول من ترجمة كتابه المطبوع في بيروت سنة 1308 (3) فأعجبوا لهذه الأكاذيب الدالة على حمق الكاذب وقلة حيائه نعوذ بالله من الخذلان.
وربما أفك بعض المخرفين فنسب إلى الشيعة أنهم لا يأكلون لحوم الإبل هذا مع ما ينحر من الجزر كل يوم في مشاهد الأئمة عليهم السلام وغيرها من بلاد الإمامية ولا سيما في النجف الأشرف وهي عاصمة فقهائهم، على أن من راجع من فقههم باب الأطعمة والأشربة لا يجدهم يفتون بكراهة الإبل كما يفتون بكراهة الخيل والبغال والحمير، بل يذكرون الإبل في غير المكروه قبل البقر والغنم و؟، وفي باب الذباحة يصرحون بأن تذكية الإبل بنحرها في وهدة