الوجه الخامس:
إنهم يطولون ألسنتهم على عائشة الصديقة رضي الله عنها ويتكلمون في حقها من أمر الإفك والعياذ بالله ما لا يليق بشأنها.. إلى آخر إفكه وبهتانه.
والجواب أنها عند الإمامية وفي نفس الأمر والواقع أنقى جيبا وأطهر ثوبا وأعلى نفسا وأغلى عرضا وأمنع صونا وأرفع جنابا وأعز خدرا واسمي مقاما من أن يجوز عليها غير النزاهة أو يمكن في حقها إلا العفة والصيانة، وكتب الإمامية قديمها وحديثها شاهد عدل بما أقول، على أن أصولهم في عصمة الأنبياء تحيل ما بهتها به أهل الإفك بتاتا، وقواعدهم تمنع وقوعه عقلا ولذا صرح فقيه الطائفة وثقتها أستاذنا المقدس الشيخ محمد طه النجفي أعلى الله مقامه وهو على منبر الدرس بوجوب عصمتها من مضمون الإفك عملا بما يستقل بحكمه العقل من وجوب نزاهة الأنبياء عن أقل عائبة ولزوم طهارة أعراضهم عن أدنى وصمة فنحن والله لا نحتاج في براءتها إلى دليل ولا نجوز عليها ولا على غيرها من أزواج الأنبياء والأوصياء كل ما كان من هذا القبيل.
قال سيدنا الإمام الشريف المرتضى علم الهدى في المجلس 38 من الجزء الثاني من أماليه ردا على من نسب الخنا إلى امرأة نوح ما هذا لفظه: إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجب عقلا أن ينزهوا عن مثل هذه الحال لأنها تعر وتشين وتغض من القدر، وقد جنب الله تعالى أنبياءه عليهم الصلاة والسلام ما هو دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا لكل ما ينفر عن القبول منهم... إلى آخر كلامه الدال على وجوب نزاهة امرأة نوح وامرأة لوط من الخنا، وعلى ذلك إجماع مفسري الشيعة ومتكلميهم وسائر علمائهم.
نعم ننتقد من أفعال أم المؤمنين خروجها من بيتها بعد قوله تعالى " وقرن في بيوتكن " وركوبها الجمل بعد تحذيرها من ذلك ومجيئها إلى البصرة تقود جيشا