وكان الحسن قد شرط على معاوية إذا اصطلحا شروطا منها أن لا يشتم أباه فلم يجبه إلى هذه وأجابه إلى ما سواها، فطلب الحسن أن لا يشتم عليا وهو يسمع، قال ابن الأثير وابن جرير وأبو الفداء وابن الشحنة وكل من ذكر صلح معاوية والحسن: فأجابه إلى ذلك ثم لم يف له به ا ه.
بل شتم عليا والحسن على منبر الكوفة، فقام الحسين ليرد عليه فأجلسه الحسن عليهما السلام، ثم قام بأبي هو وأمي ففضح معاوية وألقمه حجرا، وهذه القضية ذكرها أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين وكثير من أهل السير والأخبار، ولم يزل معاوية يلعن أمير المؤمنين أمام البر والفاجر ويحمل عليها الأصاغر والأكابر حتى أمر سعد بن أبي وقاص فيما أخرجه مسلم في باب فضائل علي من صحيحه بالإسناد إلى عامر بن سعد قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعد ابن أبي وقاص فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول (ص) فلن أسبه لا تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم - الحديث (86).
وأمر الأحنف بن قيس فقال له كما نص عليه جماعة منهم أبو الفداء في أحداث سنة 67 من تاريخه: والله لتصعدن المنبر ولتعلننه طوعا أو كرها، فكان بينهما كلام أفضى إلى خوف معاوية من الفضيحة إذا استوى الأحنف على المنبر فأعفاه من ذلك. وقد علم الناس كافة إن معاوية لم يقتل حجرا وأصحابه الأبدال إلا لامتناعهم عن لعن أمير المؤمنين وسيد الوصيين، ولو أجابوه إلى لعنه لحقنت دماؤهم فراجع مقتل حجر في أول الجزء 6؟ من كتاب الأغاني لأبي الفرج المرواني، وفي أحداث سنة 51 من تاريخ ابن جرين وابن الأثير وغيرهما لتعلم