الفصل الثامن نضمنه طائفة ممن تأولوا من السلف فخالفوا الجمهور ولم يقدح ذلك في عدالتهم.
وغرضنا الذي نرمي إليه إنما هو إيضاح معذرة المتأولين من المسلمين، وذلك أنك إذا رأيت صالح سلفك ومن أخذت عنه دينك واتخذته واسطة بينك وبين نبيك صلى الله عليه وآله وهو يخالفك مجتهدا وينحو غير نحوك متأولا فلا جرم أنك تقطع حينئذ بمعذرة من يتأول من معاصريك نحو تأوله أو يخالفك مثل خلافه.
وأنا أرجو ممن خدمتهم من إخواني المسلمين بهذه الرسالة أن ينظروا بعين الإنصاف هل كان بين الله عز وجل وبين أحد من الناس قرابة فيحابيه؟ كلا!
ما كان الله ليعاقب قوما بأمر يثيب به آخرين، وإن حكمه في الأولين والآخرين لواحد، وما بين الله تعالى وبين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرمه على العالمين.
إن المتأولين بما يخالف الجمهور من الصحابة والتابعين وتابعيهم كثيرون لا يسعنا استقصاؤهم وإنما نذكر منهم ما يحصل به الغرض: