الصفحة الأولى من الجزء 4 أيضا عن الباقلاني القول بجواز كل فسق وكفر على الأنبياء، حاشا الكذب في البلاغ. ونقل في صفحة 205 من الجزء 4 أيضا عن بعض الأشاعرة القول بجواز الكذب في البلاغ على الأنبياء. ونقل عن السمناني وهو من أئمة الأشاعرة في صفحة 224 من الجزء الرابع تجويز الكفر على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ونسب إلى محمد بن الحسن بن فورك وسليمان بن خلف الباجي - وهما من أئمة الأشعرية - أمورا عظيمة يطول المقام بتعدادها.
والغرض أن الرجل لا يستحي من الكذب ولا يتأثم من البهتان، وقد أجمع فقهاء عصره كما في ترجمته من الوفيات على تضليله، وذكره ابن خلدون في الفصل الذي عقده لعلم الفقه وما يتبعه من مقدمته الشهيرة فكان مما قال فيه: ونقم الناس عليه وأوسعوا مذاهبه استهجانا وإنكارا وتلقوا كتبه بالإغفال والترك حتى أنه ليحظر بيعها في الأسواق، وربما تمزق في بعض الأحيان ا ه.
فلا يغتر أحد بما ينقله عن الإمامية وغيرهم " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " على أن الرجل من موالي يزيد بن معاوية فلا حظ نسبه في الوفيات، ولذا فضل أم حبيبة بنت أبي سفيان على أبي بكر وعمر وعثمان حيث تكلم في وجوه الفضل والمفاضلة بين الصحابة، واختار تفضيل نساء النبي صلى الله وآله وسلم على جميع من عدا الأنبياء من سائر الناس، واعتمد في ذلك على خزعبلات مسخنة وترهات باردة وتشبث بسفاسف فاضحة وتمويهات واضحة فليراجعها كل مغرور بابن حزم في صفحة 112 وما بعدها إلى صفحة 134 من الجزء الرابع من الفصل وليعجب.
وقد ظهر منه في تلك المقامات وما بعدها نصب عظيم لأمير المؤمنين وعداوة لأهل البيت بالغة، حتى فضل صهيبا في صفحة 152 من الجزء الرابع على العباس وبنيه وعلى عقيل وبنيه وعلى سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام، وأنكر كل فضيلة لأهل البيت فراجع.