إسلامه وعتقه خمس سنين، فإن غزوة الخندق كانت في شوال السنة الخامسة من الهجرة، وهذا في غاية البعد، ولكن يؤيد الأول أنه ما عثرت في أخبار المغازي على وقعة وذكر له في غزوتين من أنه قد حصر من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة أحد ولم يعد سلمان منهم، ولم يكن سلام الله عليه ممن يفر عن الزحف ويعبد الله على حرف، تهم قال سليم في أول كتابه: (إنه سألت عن جماعة من أهل بدر وعد منهم سلمان) (1)، ويمكن صرف كلامه على وجه التغليب، والله العالم.
قوله: في القصص والسيرة: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كاتب يا سلمان، فكاتبت صاحبي - اه، هذا صريح في أن عتقه رضي الله عنه كان بالمكاتبة، ويؤيده ما يأتي من الخرائج والكافي لكنه معارض بما قدمنا من أن رسول الله صلى الله عليه وآله اشتراه من مالكه، وصرح به السيد الشهيد (2) في مجالس المؤمنين (3)، وليس أداء مال الكتابة بل بعضه إلا كأداء دين أحد وإيفائه عنه فلا يكون رسول الله معتقه ولا هو من مواليه، فما حكاه المولى محمد صالح عن القرطبي من: (أن سلمان يعد من موالي رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه أعانه بما كوتب عليه، فكان سبب