له، أقولها وآمر الناس بها والأمر كله لله، خلقهم وأماتهم، وهو ينشرهم وإليه المصير، ثم ذكر فيه من احترام سلمان إلى أن قال: وقد رفعت عنهم جز الناصية والجزية والخمس والعشر وسائر المؤن والكلف، فإن سألوكم فاعطوهم وإن استغاثوا بكم فأغيثوهم، وإن استجاروا بكم فأجيروهم، وإن أساؤوا فاغفروا لهم، وإن أسئ إليهم فامنعوا عنهم وليعطوا من بيت مال المسلمين في كل سنة مأتي حلة ومن الأواقي مأة، فقد استحق سلمان ذلك من رسول الله، ثم دعا لمن عمل به ودعا على من آذاهم وكتب علي بن أبي طالب عليه السلام، - قال ابن شهرآشوب: - والكتاب إلى اليوم في أيديهم ويعمل القوم برسم النبي صلى الله عليه وآله فلولا ثقته بأن دينه يطبق الأرض لكان كتبته هذا السجل مستحيلا.) (1) أقول: وذلك لأن فارس إنما فتح بعد النبي صلى الله عليه وآله وكان أهله مشركين في حياته غير مطيعين له ولم يكن للمسلمين تسلط وتصرف فيه فأين بيت المال التي حولهم عليها، وإنما فعل ذلك وكتب الكتاب لعلمه صلى الله عليه وآله بأنه سيفتح بأيدي المسلمين الذين يعملون بكتابه وأوامره ونواهيه، ولذا عد من معجزاته صلى الله عليه وآله.
ورأيت في تاريخ كزيده نسخة هذا الكتاب أبسط مما في المناقب، فأحببت نقلها فإنه المسك ما كررته يتضوع، قال ما معناه: (وأقاربه - أي سلمان - من أكابر فارس وعندهم عهد بخط أمير المؤمنين وعليه خاتم النبي صلى الله عليه وآله على أديم أبيض وهذا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد بن عبد الله سأله سلمان وصية بأخيه ماهاد بن فرخ وأهل بيته وعقبه من بعده ما تناسلوا، من أسلم منهم وأقام على دينه سلام الله، أحمد الله إليكم الذي أمرني أن أقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أقولها وآمر الناس بها، وإن الخلق خلق الله والأمر كله لله، خلقهم وأماتهم، وهو ينشرهم وإليه المصير، وإن كل أمر يزول وكل شئ (يبدو) يفنى وكل