الملك منهم حين تحققوا ادعاءهم للإمامة، ولم يجعلوا السبب في فعل ذلك بهم أنهم قوم يدعون العلم وليسوا من أهله، أو يدعون الإمامة وليسوا من أهلها، وما أشبه ذلك بمقابلة كفار العرب ومنافقيهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بالقتال والطعان (1) لما عجزوا عن (2) معارضة معاجزه باللسان.
فانظر من تختار (3) لدينك بعين الإنصاف، أيها المكلف المأمور! وإياك الوقوف عند شبه أهل الغرور * (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) * (4).
واعلم أن هذا الدليل الثالث مما أجرى الله سبحانه صدقه على لساني، فأثبتته وحذفت ما ذكره جامع الكتاب، إذ ليس مقنعا فضلا عن كونه قاطعا، فإن فيه هدم (5) لبنيان المضلين، وشفاء لصدور قوم مؤمنين. وبالجملة) (6) فإنما (7) ذكرنا (أخبار مشاهدته) (8) ليعلم المخالف أنه (عليه السلام) ظهر للمخلصين من شيعته، وهو لطف من الله تعالى في حق بريته (في شهوده) (9) وغيبته.