أنك لا تقصد زمانا واحدا أو غير واحد، حتى يكون فيه معنى العدد، قوله: (المقصود بالعدد)، أي المقصود مع العدد، والباء بمعنى (مع) والا كان الواجب أن يقول: المقصود به العدد، لأنك قصدت بقولك: يومان عدد اثنين، لا أنك قصدت بالعدد: يومين، قال الأخفش: لا تقول: ما رأيته مذ يومان، وقد رأيته أمس، قال: ويجوز أن يقال: ما رأيته مذ يومان وقد رأيته أول من أمس، أما إذا كان وقت التكلم آخر اليوم، فلا شك فيه، لأنه يكون قد تكمل لانتفاء الروية يومان، وأما إذا كان في أوله، أعني وقت الفجر، فإنما يجوز ذلك إذا جعلت بعض اليوم - أي يوم انقطاع الرؤية - يوما مجازا، وكذا إن كان في وسطه، تجعل بعض يوم الانقطاع، أو بعض يوم الاخبار، يوما، ولا تحسب بعض اليوم الآخر، وإن اعتددت بهما معا جاز لك أن تقول: منذ ثلاثة أيام، قال: ويجوز أن تقول: ما رأيته مذ يومان: يوم الاثنين، وقد رأيته يوم الجمعة، ولا تعتد يوم الاخبار، ولا يوم الانقطاع، قال: ويجوز أن تقول:
ما رأيته مذ يومان وأنت لم تره منذ عشرة قال: لأنك تكون قد أخبرت عن بعض ما مضى، أقول: وعلى ما بينا، وهو أن (منذ) لابد فيه من معنى الابتداء في جميع مواقعه:
لا يجوز ذلك، وقال: إنهم يقولون مذ اليوم، ولا يقولون: منذ الشهر، ولا منذ السنة، ويقولون:
مذ العام، قال: وهو على غير القياس، قال: ولا يقال: مذ يوم، استغناء بقولهم:
مذ أمس، ولا يقولون: مذ الساعة، لقصرها، فإن كان جميع ما قاله، مستندا إلى سماع، فبها ونعمت، وإلا فالقياس جواز الجميع، والقصر 2 ليس بمانع، لأنه جوز: منذ أقل من ساعة،