عندها المصائب، فقال: يا أخي وما هي؟ قال: يقتل عطشانا غريبا وحيدا فريدا ليس له ناصر ولا معين، ولو تراه يا آدم وهو يقول: وا عطشاه وا قلة ناصراه، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان، فلم يجبه أحد إلا بالسيوف، وشرب الحتوف، فيذبح ذبح الشاة من قفاه، وينهب رحله أعداؤه وتشهر رؤسهم هو وأنصاره في البلدان، ومعهم النسوان، كذلك سبق في علم الواحد المنان؛ فبكى آدم وجبرئيل بكاء الثكلى (1).
[38] - 5 - قال الطريحي:
روى أن نوحا لما ركب في السفينة طافت به جميع الدنيا فلما مرت بكربلاء أخذته الأرض، وخاف نوح الغرق فدعا ربه وقال: إلهي طفت جميع الدنيا وما أصابني فزع مثل ما أصابني في هذه الأرض فنزل جبرئيل وقال: يا نوح في هذا الموضع يقتل الحسين سبط محمد خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء. فقال: ومن القاتل له يا جبرئيل؟ قال: قاتله لعين أهل سبع سماوات وسبع أرضين، فلعنه نوح أربع مرات فسارت السفينة حتى بلغت الجودي واستقرت عليه (2).
[39] - 6 - وقال أيضا:
روى أن إبراهيم (عليه السلام) مر في أرض كربلاء وهو راكب فرسا فعثرت به وسقط إبراهيم وشج رأسه وسال دمه، فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي أي شيء حدث مني؟ فنزل إليه جبرئيل وقال: يا إبراهيم ما حدث منك ذنب، ولكن هنا يقتل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء فسال دمك موافقة لدمه. قال: يا جبرئيل ومن يكون قاتله؟ قال: لعين أهل السموات والأرضين والقلم جرى على اللوح بلعنه