ورشفوا الخيل ترشيفا، فقام فتيانه فرشفوا الخيل ترشيفا، فقام فتية وسقوا القوم من الماء حتى أرووهم، وأقبلوا يملؤون القصاع، والأتوار والطساس من الماء ثم يدنونها من الفرس، فإذا عب فيه ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه، وسقوا آخر حتى سقوا الخيل كلها.
قال هشام: حدثني لقيط، عن علي بن الطعان المحاربي: كنت مع الحر بن يزيد، فجئت في آخر من جاء من أصحابه، فلما رأى الحسين ما بي وبفرسي من العطش قال: أنخ الراوية - والراوية عندي السقاء - ثم قال: يا بن أخ، أنخ الجمل، فأنخته، فقال: اشرب، فجعلت كلما شربت سال الماء من السقاء، فقال الحسين: أخنث السقاء - أي أعطفه - قال فجعلت لا أدري كيف أفعل! قال: فقام الحسين فخنثه، فشربت وسقيت فرسي (1).
[161] - 68 - وقال أيضا:
قال عقبة بن أبي العيزار: قام حسين (عليه السلام) بذي حسم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها واستمرت جدا، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل. ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا، فإني لا أرى الموت إلا شهادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا برما (2).