والحجر على صعدة من الأرض وقد حزم وسطه على المئزر بعمامة خز والغزالة (1) تخال على ذلك الجبال كالعمائم على قمم الرجال وقد صاعد كفه وطرفه نحو السماء ويدعو فلما انثال الناس عليه يستفتونه عن المعضلات ويستفتحون أبواب المشكلات فلم يرم حتى أفتاهم في ألف مسألة، ثم نهض يريد رحله ومناد ينادي بصوت صهل: الا ان هذا النور الأبلج (2) المسرج والنسيم الأرج (3) والحق المرج وآخرون يقولون: من هذا فقيل محمد بن علي الباقر علم العلم الناطق عن الفهم محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
وعن الثمالي (4): قال دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر (عليه السلام) فقالت أخبرني يا ابن رسول الله أي شئ كنتم في الأظلة فقال (عليه السلام) كنا نورا بين يدي الله قبل خلق خلقه فلما خلق الخلق سبحنا فسبحوا وهللنا فهللوا وكبرنا فكبروا وذلك قوله عز وجل: (وان لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) (5). " الطريقة حب علي صلوات الله " عليه والماء الغدق ماء الفرات وهو ولاية آل محمد (عليهم السلام).
وعن بصائر الدرجات (6): إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد يرفعه قال دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام) قال يا حبابة ما الذي أبطأ بك قالت: قلت بياض عرض في مفرق رأسي كثرت له همومي فقال يا