موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١١ - الصفحة ١٢٣
من ربه، والصاحب من مستصحبه، ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشية، وقطعا جاهلية، ليس فيها منار هدى، ولا علم يرى.
نحن أهل البيت منها بمنجاة، ولسنا فيها بدعاة، ثم يفرجها الله عنكم كتفريج الأديم، بمن يسومهم خسفا (1)، ويسوقهم عنفا، ويسقيهم بكأس مصبرة (2) لا يعطيهم إلا السيف، ولا يحلسهم (3) إلا الخوف، فعند ذلك تود قريش - بالدنيا وما فيها - لو يرونني مقاما واحدا، ولو قدر جزر جزور، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونيه! (4) 5865 - عنه (عليه السلام): يظن الظان أن الدنيا معقولة على بني أمية؛ تمنحهم درها، وتوردهم صفوها، ولا يرفع عن هذه الأمة سوطها ولا سيفها، وكذب الظان لذلك، بل هي مجة (5) من لذيذ العيش؛ يتطعمونها برهة، ثم يلفظونها جملة! (6) 5866 - عنه (عليه السلام) - في ذكر بني أمية -: يظهر أهل باطلها على أهل حقها حتى تملأ الأرض عدوانا وظلما وبدعا، إلى أن يضع الله عز وجل جبروتها، ويكسر عمدها، وينزع أوتادها، ألا وإنكم مدركوها، فانصروا قوما كانوا أصحاب رايات بدر وحنين، تؤجروا ولا تمالئوا عليهم عدوهم فتصرعكم البلية وتحل

(١) الخسف: النقصان والهوان (النهاية: ٢ / ٣١).
(٢) الصبر بكسر الباء في المشهور: الدواء المر، والكأس المصبرة: التي يجعل فيها الصبر (مجمع البحرين: ٢ / ١٠٠٥).
(٣) الأحلاس: جمع حلس، وهو الكساء الذي يلي البعير تحت القتب (النهاية: ١ / ٤٢٣) استحلسنا الخوف: لزمناه (أساس البلاغة: ٩٢).
(٤) نهج البلاغة: الخطبة ٩٣.
(٥) المج: الرمي، وما بقي في الإناء إلا مجة: أي قدر ما يمج (انظر لسان العرب: ٢ / 361).
(6) نهج البلاغة: الخطبة 87.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست