كلام ابن أبي الحديد في المنحرفين عن الإمام شرح نهج البلاغة: وذكر جماعة من شيوخنا البغداديين أن عدة من الصحابة والتابعين والمحدثين كانوا منحرفين عن علي (عليه السلام)، قائلين فيه السوء، ومنهم من كتم مناقبه وأعان أعداءه ميلا مع الدنيا وإيثارا للعاجلة.
أ: أنس بن مالك فمنهم: أنس بن مالك، ناشد علي (عليه السلام) الناس في رحبة القصر - أو قال: رحبة الجامع بالكوفة -: أيكم سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟
فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا بها، وأنس بن مالك في القوم لم يقم، فقال له: يا أنس! ما يمنعك أن تقوم فتشهد ولقد حضرتها؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كبرت ونسيت. فقال: اللهم إن كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة.
قال طلحة بن عمير: فوالله لقد رأيت الوضح (1) به بعد ذلك أبيض بين عينيه.
وروى عثمان بن مطرف: أن رجلا سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن