ج - عمرو ونسبة حريق مكتبة الإسكندرية إليه لغط بعض المتأخرين من المؤرخين في مسألة إحراق مكتبة الإسكندرية الشهيرة. وناقش هذا الخبر كثير من علماء الإفرنج مثل (جبون) و (بطلر) و (سديو) و (چوستاف ليبون) وغيرهم فلم يمكنهم الجزم بأن عمرو بن العاص هو الذي أحرقها حقيقة بأمر الخليفة عمر بن الخطاب، كما زعم بعضهم - بل ارتابوا في صحة هذه الدعوى التي تنافي التقاليد الإسلامية، ولا يؤيدها أحد من المؤرخين المعاصرين للفتح الإسلامي، مثل (أوتيخوس) الذي وصف فتح الإسكندرية بإسهاب، فلم يرد لهذا الخبر ذكر البتة في تواريخهم.. الذي يدل على اختلاق هذا الخبر أيضا أنه لم يرد في تواريخ المقدمين، كالطبري والكندي واليعقوبي والبلاذري وابن عبد الحكم، ولا عمن أخذ عنهم من المتأخرين كالمقريزي والسيوطي. لذلك طرحت هذه الأقوال الآن جانبا، لأنها ليست قائمة على أساس متين.
وأول من نسب حريق مكتبة الإسكندرية إلى عمرو بن العاص عبد اللطيف البغدادي الذي توفي سنة 1231 م، بخلاف ما ذكره المؤرخون المحدثون أن أبا الفرج الملطي (1) كان أول من ذكر هذه الحادثة،