د - اشتراك عمرو في وقائع اليرموك (1) ودمشق والأردن ومما يذكر لعمرو في موقعة اليرموك التي كانت على حدود فلسطين وبلاد العرب أن الروم حملت على المسلمين حملة هائلة فانكشفوا فولى صاحب رايتهم منهزما واللواء بيده. فابتدر لأخذه عمرو بن العاص وخالد بن الوليد كلاهما يتسابق إليه فأخذه عمرو ولم يزل يقاتل به حتى ثاب المسلمون وانهزم جيش الروم.
مما يذكر له أيضا أنه كان له نصيب كبير في يوم التعوير الذي أصاب فيه رماة الروم أعين سبعمائة من جند المسلمين الذين فروا منهزمين ولم يثبت غير أصحاب الرايات وقاتلت الأمراء بأنفسها ومن بينهم عمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن بكر. واشتركت النساء في القتال مع هذا النفر اليسير. وكان بعضهن يضمدن الجروح أو يسقين الماء وكثير منهن يقوين المسلمين الفارين فيستنهضن الهمم ويقوين العزائم ويثرن الحماس في قلوب الرجال فكروا على العدو كالجبال الراسيات حتى كان النصر (2).
ومن هذه الحادثة تتجلى شجاعة عمرو، وكأنه أراد أن يكون ارتداد العدو على يديه، على يديه، فسبق خالدا لأخذ الراية، وقد أحاطت به جند الروم