ج - محاولة قتل عمرو اجتمع ثلاثة من الخوارج وأجمعوا أمرهم على قتل علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص جميعا في يوم واحد هو اليوم السابع عشر من شهر رمضان سنة 40 للهجرة. فأما ابن ملجم فقد قتل عليا كرم الله وجهه، وبوفاته انتهى عهد الخلافة الشرعية، ولم يفز الذي ندب نفسه لقتل معاوية منه بأرب، أما ما كان من أمر عمرو فإن عمر بن بكر (1) الذي عزم على قتله، فإنه جلس له في الليلة المعهودة فلم يخرج عمرو ابن العاص لمرض ألم به وندب خارجة بن حذافة قاضي مصر أن يصلي بالناس، وبينما هو في الصلاة ضربة الخارجي بالسيف فقتله بظنه عمرا، ولما علم الخارجي أن المقتول غير عمرو قال: (أردت عمرا وأراد الله خارجة) فذهبت مثلا. ولما وقف الرجل بين يدي عمرو بكى فقيل له (أجزعا من الموت مع هذا الإقدام؟) فقال: (لا والله ولكن غما أن يفوز صاحبي بقتل علي ومعاوية، ولا أفوز أنا بقتل عمرو) فأمر عمرو بضرب عنقه فضرب وصلب.
لما بلغ ذلك معاوية بن أبي سفيان كتب إلى عمرو:
وقتل وأسباب المنايا كثيرة * منية شيخ من لؤي بن غالب فيا عمرو مهلا إنما أنت عمه * وصاحبه دون الرجال الأقارب نجوت وقد بل المرادي سيفه * من ابن أبي شيخ الأباطح طالب ويضربني بالسيف آخر مثله * فكانت علينا تلك ضربة لازب وأنت تناغي كل يوم وليلة * بمصرك بيضا كالظباء السوارب