ه - اقتحام الحصن حال ارتفاع مياه النيل دون اقتحام حصن بابليون ولم يكن لدى عمرو من الوسائل ما يكفل له اقتحامه سوى الاعتصام بالبر ريثما تغيض مياهه. ولم يرد لحماية الحصن من الأنباء ما يخفف عنهم ما كانوا فيه من ضيق وشدة، إلا أنهم تحملوا مشاق الحصار طويلا وثابروا على الدفاع بصبر وجلد. وفي شهر مارس سنة 641 م (20 ه) سمعوا في معسكر المسلمين صياحا عاليا علموا منه بموت هرقل (1).
فسلبهم هذا الحادث المحزن شجاعتهم وحميتهم وهيأ للعرب سبيل الانتصار عليهم. أما اقتحام الحصن فقد كان على يد الزبير بن العوام. ذلك أنه لما أبطأ الفتح على عمرو قال الزبير بن العوام (على ما رواه ابن عبد الحكم): إني أهب نفسي الله تعالى وأرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين، فوضع سلما إلى جانب الحصن من ناحية سوق الحمام (2) ثم صعد وأمرهم إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه جميعا فما