رغبتك في الجهاد أفبهذا أمرك الله ورسوله؟ أم عن نفسك تفعل هذا؟ فقال له " ع " يا أبا بكر وعلى مثلي يتفقه الجاهلون ان رسول الله (ص) أمركم ببيعتي وفرض عليكم طاعتي وجعلني فيكم كبيت الله الحرام يؤتى ولا يأتي فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ستغدر بك أمتي من بعدي كما غدرت الأمم من بعد ما مضى الأنبياء بأوصيائها إلا قليل وسيكون لك ولهم بعدي هنات وهنات فاصبر أنت كبيت الله من دخله كان آمنا ومن رغب عنه كان كافرا واني وأنت سواء إلا النبوة فاني خاتم النبيين وأنت خاتم الوصيين وأعلمني عن ربي سبحانه اني لست اسل سيفا إلا في ثلاث مواطن بعد وفاته فقال تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ولن يقرب أوان ذلك بعد فقلت فيما افعل يا رسول الله بمن ينكث بيعتي منهم ويجحد حقي قال تصبر حتى تلقاني أو تستسلم لمحنتك حتى تلقى ناصرا عليهم فقلت أفتخاف علي منهم أن يقتلوني فقال تالله لا أخاف عليك منهم قتلا ولا جراحا واني عارف بمنيتك وسببها وقد أعلمني ربي ولكني خشيت أن تفنيهم بسيفك فيبطل الدين وهو حديث فيرتد القوم عن التوحيد ولولا أن ذلك كذلك وقد سبق ما هو كائن لكان لي فيما أنت فيه شأن من الشأن ولرويت أسيافا قد ضمئت إلى شرب الدماء وعند قراءتك صحيفتك تعرف ما احتملت من وزري ونعم الخصم محمد صلى الله عليه وآله وسلم والحاكم الله، فقال أبو بكر: يا أبا الحسن إنا لم نرد هذا كله ونحن نأمرك الآن أن تفك عن عنق خالد هذا الحديد فقد ألمه بثقله وآثر في حلقه بحمله وقد شفيت غليل صدرك، فقال علي (ع): لو أردت ان اشفي غليل صدري لكان السيف أشفى للداء وأقرب للفناء ولو قتلته والله ما قدمتهم برجل ممن قتلتهم يوم فتح مكة وما يخالجني الشك ان خالدا ما احتوى قلبه من الايمان على قدر جناح بعوضة وأما الحديد الذي هو في عنقه فلعلي لا أقدر على فكه فليفكه خالد عن نفسه أو فكوه عنه أنتم فأنتم أولى به إن كان ما تدعونه صحيحا فقام إليه بريدة الأسلمي وعامر بن الأشجم فقالا: والله يا أبا الحسن لا يفكه من عنقه إلا من حمل باب خيبر ودحى به وراء ظهره وجعله جسرا تعبر الناس عليه وهو فوق زنده، فقام إليه عمار بن ياسر فخاطبه أيضا فيمن خاطبه فلم يجب أحد إلى أن قال أبو بكر: سألتك بالله وبحق أخيك محمد
(١٥٢)