وأنا ألقاه الان، وكنت مع إبراهيم خليل الرحمن لما ألقي في النار، فكنت بينه وبين المنجنيق حتى أخرجه الله منه، ولقيت موسى بن عمران فعلمني من التوراة وقال لي: ان أنت لقيت عيسى ابن مريم فأقرئه مني السلام. وكنت مع عيسى فقال: ان لقيت محمدا فافرئه مني السلام، وأنا يا رسول الله قد بلغت وآمنت بك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وعلى عيسى السلام) - وفي لفظ: - (وعليك يا هامة، ما حاجتك؟) فقال: موسى علمني من التوراة، وعيسى علمني من الإنجيل فعلمني من القرآن. فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت والمعوذتين وقل هو الله أحد. وفي لفظ عمر رضي الله تعالى عنه: إذا وقعت الواقعة. وفي رواية علمه عشر سور. وفي لفظ عمر: (وعليك يا هامة بأدائك الأمانة).
قال: يا رسول الله، افعل بي ما فعل موسى بن عمران فإنه علمني من التوراة. فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (ارفع إلينا حاجتك يا هامة ولا تدع زيارتنا). وقال عمر بن الخطاب:
فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه إلينا ولسنا ندري أحي هو أو ميت.
وقال البيهقي بعد أن رواه من طريق محمد بن أبي معشر عن أبيه أبي معشر: (روى عنه الكبار الا أن أهل الحديث ضعفوه). قال: (وقد روي من وجه آخر أقوى منه). وقال شيخنا رحمه الله تعالى في الجامع الكبير: (طريق البيهقي أقواها وطريق العقيلي أوهاها). وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق العقيلي فلم يصب وله شواهد من غريب أنس، وابن عباس وغيرهما تأتي في محلها. وقد بسط الكلام عليه في اللآلئ المصنوعة. وقال في النكت البديعات: أورده من طريق عمر، وقال فيه إسحاق بن بشر الكاهلي: كذاب. وقال فيه محمد بن عبد الله الأنصاري: لا يحتج به. قلت: أخرج البيهقي في الدلائل حديث عمر من وجه آخر ليس فيه إسحاق بن بشر الكاهلي، وقال عقبة في هذا الاسناد أبو معشر، روى عنه الكبار الا أن أهل الحديث ضعفوه. قال: وقد روي من وجه آخر أقوى منه، فأشار بذلك إلى طريق ا سحاق، وله طريق ثالث عن عمر أخرجه أبو نعيم في الدلائل، ولحديث أنس طريق ثان ليس فيه أبو سلمة، أخرجه أبو نعيم. وبمجموع هذه الطرق يعلم أن الحديث ضعيف لا موضوع.