جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجواثي من البحرين). وروي أيضا عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر الركعتين بعد الظهر بسبب اشتغاله بوفد عبد القيس حتى صلاهما بعد الظهر في بيتها. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير أهل المشرق عبد القيس)، رواه البزار، والطبراني برجال ثقات غير وهب بن يحيى. وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير أهل المشرق عبد القيس)، رواه الطبراني برجال ثقات.
وعن نوح بن مخلد رضي الله تعالى عنه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فسأله: (ممن أنت؟) فقال: أنا من بني ضبيعة بن ربيعة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير ربيعة عبد القيس ثم الحي الذي أنت منهم). رواه الطبراني وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنا حجيج من ظلم عبد القيس)، رواه الطبر اني (1).
تنبيهات الأول: قال في البداية في سياق حديث ابن عباس ما يدل على أن قدوم وفد عبد القيس كان قبل فتح مكة لقولهم: وبيننا وبينك هذا الحي من مضر ولا نصل إليك الا في شهر حرام. قال الحافظ: هذا الحديث دليل على تقدم اسلام عبد القيس على قبائل مضر الذين كانوا بينه وبين المدينة، وكانت مساكن عبد القيس بالبحرين وما والاها من أطراف العراق، ولهذا قالوا كما في رواية شعبة عن أبي جمرة في العلم: وانا نأتيك من شقة بعيدة.
ودل على سبقهم في الاسلام أيضا ما رواه العقدي في الجمعة من طريق أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (أن أول جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجواثي من البحرين) - وجواثي بضم الجيم فواو وبعد الألف مثلثة مفتوحة - وانما جمعوا بعد رجوع وفدهم إليهم، فدل على أنهم سبقوا جميع القرى إلى الاسلام.
الثاني: قال النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم: (ان وفد عبد القيس كانوا أربعة عشر راكبا: الأشج العصري رئيسهم، واسمه المنذر بن عائذ، بالذال المعجمة، وقيل: عائذ بن المنذر، وقيل: ابن عبيد. والعصري بفتح العين والصاد المهملتين وبالراء. ومنقذ ابن حبان. ومزيدة بن مالك المحاربي. وعبيدة بن همام المحاربي. وصحار بن عباس المري - صحار بصاد وحاء مهملتين - وعمرو بن مرجوم العصري. والحارث بن شعيب العصري.
والحارث بن جندب من بني عائش. ولم نعثر بعد طول التتبع على أكثر من أسماء هؤلاء).