السلام وقل له استغفر لي. قال أبو موسى: واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيرا ثم مات.
وفي حديث سلمة: وأوصى أبو عامر إلى أبي موسى ودفع إليه الراية وقال: ادفع فرسي وسلاحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلهم أبو موسى حتى فتح الله تعالى عليه وانهزم المشركون بأوطاس وظفر المسلمون بالغنائم والسبايا، وقتل قاتل أبي عامر وجاء بسلاحه وتركته وفرسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ان أبا عامر أمرني بذلك. وفي حديث أبي موسى رضي الله تعالى عنه: (فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وهو على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقال: قل له: استغفر لي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوظأ ثم رفع يديه فقال: (اللهم اغفر لعبيد أبي عامر) ورأيت بياض إبطيه ثم قال: (اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس). فقلت: ولي فاستغفر فقال:
(اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما) (1).
تنبيهات الأول: أوطاس: بفتح أوله وسكون الواو وبالطاء والسين المهملتين. قال القاضي: هو واد في ديار هوازن وهو موضع قرب حنين. قال الحافظ: وهذا الذي قاله ذهب إليه بعض أهل السير والراجح ان وادي أوطاس غير وادي حنين ويوضح ذلك ما ذكره ابن إسحاق ان الوقعة كانت في وادي حنين وان هوازن لما انهزموا صارت طائفة منهم إلى الطائف وطائفة إلى نخيلة وطائفة إلى أوطاس. قال أبو عبيد البكري رحمه الله تعالى: أوطاس واد في ديار هوازن وهناك عسكروا هم وثقيف ثم التقوا بحنين.
الثاني: أبو عامر اسمه عبيد - بالتصغير - ابن سليم - بضم السين وفتح اللام - ابن حضار - بحاء مهملة مفتوحة وتشديد الضاد المعجمة الساقطة وبعد الألف راء - ابن حرب بن عنز - بفتح العين المهملة وسكون النون وبالزاي - ابن بكر بفتح الموحدة وسكون الكاف - ابن عامر بن عذرة - بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة - ابن وائل - بكسر التحتية - ابن ناجية - بالنون والجيم والتحتية - ابن الجماهر - بالجيم والميم وكسر الهاء - ابن الأشعر، وهو عم أبي موسى. وقال ابن إسحاق هو ابن عمه. قال الحافظ: والأول أشهر.
الثالث: اختلف في اسم الجشمي الذي رمى أبا عامر فقال ابن إسحاق: زعموا انه سلمة بن دريد بن الصمة فهو الذي رمى أبا عامر بسهم فأصاب ركبته. وعند ابن عائذ،