وقد رواه البخاري في غير ما موضع من كتابه، ومسلم والنسائي وابن ماجة من طرق متعددة عن الأعمش به. منها ما رواه البخاري عن قتيبة، ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ويحيى بن يحيى، عن أبي معاوية به.
وقال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف، أنبأنا مالك، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال في مرضه:
مروا أبا بكر فليصل بالناس.
قال ابن شهاب: فأخبرني عبيد الله بن عبد الله عن عائشة، أنها قالت: لقد عاودت رسول الله في ذلك وما حملني على معاودته إلا أنى خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر، وإلا أنى علمت أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به، فأحببت أن يعدل ذلك رسول الله عن أبي بكر إلى غيره.
وفى صحيح مسلم من حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: وأخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر، عن عائشة قالت: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي. قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. قالت قلت: يا رسول الله: إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه، فلو أمرت غير أبى بكر؟ قالت: والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: فراجعته مرتين أو ثلاثا. فقال: ليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحب يوسف.
وفى الصحيحين من حديث عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن أبيه، قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس.
فقالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق متى يقم مقامك لا يستطيع يصلى