وقال أبو داود: حدثنا كثير بن عبيد الحمصي، حدثنا أبو حياة، عن شعيب بن أبي حمزة، حدثني غيلان بن أنس، من أهل حمص، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن عليا لما تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يدخل بها فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يعطيها شيئا، فقال: يا رسول الله ليس لي شئ. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أعطها درعك " فأعطاها درعه ثم دخل بها.
وقال البيهقي في الدلائل: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن علي، قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا. قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك. فقلت: وعندي شئ أتزوج به! فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجك.
قال: فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما أن قعدت بين يديه أفحمت فوالله ما استطعت أن أتكلم جلالة وهيبة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ " فسكت فقال:
" لعلك جئت تخطب فاطمة؟ "، فقلت: نعم. فقال: " وهل عندك من شئ تستحلها به؟ " فقلت: لا والله يا رسول الله. فقال " ما فعلت درع سلحتكها؟ ".
فوالذي نفس على بيده إنها لحطمية ما قيمتها أربعة دراهم، فقلت: عندي. فقال:
" قد زوجتكها فابعث إليها بها فاستحلها بها ".
فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: فولدت فاطمة لعلى حسنا وحسينا ومحسنا - مات صغيرا - وأم كلثوم وزينب.