حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: لما أسر الأسارى يوم بدر أسر العباس فيمن أسر، أسره رجل من الأنصار. قال: وقد أوعدته الأنصار أن يقتلوه. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إني لم أنم الليلة من أجل عمى العباس، وقد زعمت الأنصار أنهم قاتلوه " قال عمر: أفآتيهم؟ قال: نعم.
فأتى عمر الأنصار فقال لهم: أرسلوا العباس. فقالوا: لا والله لا نرسله. فقال لهم عمر: فإن كان لرسول الله رضا؟ قالوا فإن كان له رضا فخذه. فأخذه عمر، فلما صار في يده قال له عمر: يا عباس أسلم، فوالله لئن تسلم أحب إلى من أن يسلم الخطاب. وما ذاك إلا لما رأيت رسول الله يعجبه إسلامك.
قال: واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، فقال أبو بكر: عشيرتك فأرسلهم. واستشار عمر فقال: اقتلهم. ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله:
" ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " الآية.
ثم قال الحاكم في صحيحه: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
وروى الترمذي والنسائي وابن ماجة، من حديث سفيان الثوري، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن علي، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: خير أصحابك في الأسارى إن شاءوا الفداء وإن شاءوا القتل، على أن يقتل عاما قابلا منهم مثلهم. قالوا: الفداء أو يقتل منا.
وهذا حديث غريب جدا، ومنهم من رواه مرسلا عن عبيدة. والله أعلم.
وقد قال ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس، في قوله: " لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم " يقول: لولا أنى لا أعذب من عصاني حتى أتقدم إليه لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم.
وهكذا روى عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد أيضا. واختاره ابن إسحاق وغيره.