وسلم: " بئس الميت أبو أمامة ليهود ومنافقي العرب، يقولون: لو كان نبيا لم يمت صاحبه، ولا أملك لنفسي ولا لصاحبي من الله شيئا "، وهذا يقتضى أنه أول من مات بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد زعم أبو الحسن بن الأثير في الغابة أنه مات في شوال بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة أشهر. فالله أعلم.
وذكر محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، أن بنى النجار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم لهم نقيبا بعد أبي أمامة أسعد بن زرارة فقال: " أنتم أخوالي وأنا بما فيكم وأنا نقيبكم " وكره أن يخص بها بعضهم دون بعض، فكان من فضل بنى النجار الذي يعتدون به على قومهم أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبهم.
قال ابن الأثير: وهذا يرد قول أبى نعيم وابن منده في قولهما: إن أسعد بن زرارة كان نقيبا على بنى ساعدة، إنما كان على بنى النجار.
وصدق ابن الأثير فيما قال.
وقد قال أبو جعفر بن جرير في التاريخ: كان أول من توفى بعد مقدمه عليه الصلاة السلام المدينة من المسلمين، فيما ذكر، صاحب منزله كلثوم بن الهدم، لم يلبث بعد مقدمه إلا يسيرا حتى مات، ثم توفى بعده أسعد بن زرارة وكانت وفاته في سنة مقدمه قبل أن يفرغ بناء المسجد، بالذبحة أو الشهقة.
قلت: وكلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف، بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، الأنصاري الأوسي، وهو من بني عمرو بن عوف وكان شيخا كبيرا أسلم قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل بقباء نزل في منزل هذا في الليل،