ودخلت في الستر فرفعته حتى خرج ثم سكنت فعاد الستر فلما ذهب اقبل بعضهم على بعض وقالوا هل رأيتم قالوا نعم فقال بعضهم لبعض يا قوم هذا رجل له عند الله منزله ولله به عناية ألم تروا انكم لما لم ترفعوا له الستر أرسل الله الريح وسخرها له لرفع الستر كما سخرها لسليمان فارجعوا إلى خدمته فهو خير لكم فعادوا إلى ما كانوا عليه وزادت عقيدتهم فيه.
ومنها انه كان بخراسان امرأة تسمى زينب فادعت انها علوية من سلالة فاطمة عليها السلام وصارت تصول على أهل خراسان بنسبها فسمع بها علي الرضا لم يعرف نسبها فأحضرت إليه فرد نسبها وقال هذه كذابه فسفهت عليه وقالت كما قدحت في نسبي فانا اقدح في نسبك فاخذته الغيرة العلوية فقال عليه السلام لسلطان خراسان انزل هذه إلى بركة السباع يتبين لك الامر وكان لذلك السلطان بخراسان موضع واسع فيه سباع مسلسلة للانتقام من المفسدين يسمى ذلك الموضع ببركة السباع فاخذ الرضا عليه السلام بيد تلك المرأة فأحضرها عند ذلك السلطان وقال إن هذه كذابة على علي وفاطمة عليهما السلام وليست من نسلهما فان من كان حقا بضعه من علي وفاطمة فان لحمه حرام على السباع فألقوها في بركة السباع فان كانت صادقة فان السباع لا تقربها وان كانت كاذبة فتفترسها السباع.
فلما سمعت ذلك منه قالت فأنزل أنت إلى السباع فان كنت صادقا فإنها لا تقربك ولا تفترسك فلم يكلمها وقام عليه السلام فقال له ذلك السلطان إلى أين قال إلى بركة السباع والله لأنزلن إليها وقام السلطان والناس والحاشية وجاؤا وفتحوا باب البركة فنزل الرضا عليه السلام والناس ينظرون من أعلى البركة فلما حصل بين السباع أقعت جميعها إلى الأرض على