أذنابها وصار يأتي إلى واحد واحد ويمسح وجهه ورأسه وظهره والسبع يبصبص له هكذا إلى أن اتى على الجميع ثم طلع والناس ينظرون إليه فقال لذلك السلطان انزل هذه الكذابة على علي وفاطمة عليهما السلام ليتبين لك فامتنعت فألزمها ذلك السلطان وامر أعوانه بالقائها فمذ رأتها السباع وثبوا إليها وافترسوها فاشتهر اسمها بخراسان بزينب الكذابة وحديثها هناك مشهور.
ومنها قصة دعبل بن علي الخزاعي الشاعر قال دعبل لما قلت (مدارس آيات) قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام وهو بخراسان ولى عهد المأمون في الخلافة فوصلت المدينة وحضرت عنده وأنشدته إياها فاستحسنها وقال لي لا تنشدها أحدا حتى آمرك واتصل خبري بالخليفة المأمون فأحضرني وسائلني عن خبري ثم قال يا دعبل أنشدني مدارس آيات خلت من تلاوة فقلت ما أعرفها يا أمير المؤمنين فقال يا غلام أحضر أبا الحسن علي بن موسى الرضا قال فلم تكن الا ساعة حتى حضر فقال له يا أبا الحسن سالت دعبلا عن مدارس آيات فذكر انه لا يعرفها فقال لي أبو الحسن يا دعبل أنشد أمير المؤمنين فأخذت فيها فأنشدتها فاستحسنها وامر لي بخمسين ألف درهم وامر لي أبو الحسن علي بن موسى الرضا بقريب من ذلك فقلت يا سيدي ان رأيت أن تهبني شيئا من ثيابك ليكون كفني فقال نعم ثم دفع إلي قميصا قد ابتذله ومنشفة لطيفة وقال لي احفظ هذا تحرس به ثم دفع إلى ذو الرياستين أبو العباس الفضل بن سهل وزير المأمون صلة وحملني على برذون اصفر خراساني وكنت أسايره في يوم مطير وعليه ممطر خز وبرنس منه فامر لي به ودعا بغيره جديد فلبسه وقال انما آثرتك باللبيس لأنه خير الممطرين.