تقدم في كذا فغضب أبو بصير وخرج من عنده فقال لا والله ما أرى هذا الرجل انا اصحبه منذ حين ثم يتخطاني بحوائجه إلى بعض غلماني فلما كان من الغد حم أبو بصير بزبالة فدعا بعلي بن أبي حمزة فقال استغفر الله مما حل في صدري من مولاي ومن سوء ظني به كان قد علم اني ميت واني لا الحق بالكوفة فإذا انا مت فافعل بي كذا وتقدم في كذا فمات أبو بصير بزبالة ومنها ان إسماعيل بن سالم قال بعث إلى علي بن يقطين وإسماعيل بن أحمد فقالا لي خذ هذه الدنانير فائت الكوفة فالق فلانا فاستصحبه واشتريا راحلتين وامضيا بالكتب وما معكما من مال فادفعاه إلى موسى بن جعفر عليه السلام فسرنا حتى إذا كنا ببطن الرملة وقد اشترينا علفا ووضعناه بين الراحلتين وجلسنا نأكل فبينما نحن كذلك إذ طلع علينا موسى ابن جعفر على بغله له أو بغل وخلفه شاكري فلما رأيناه وثبنا له وسلمنا عليه فقال هاتا ما معكما فأخرجناه ودفعناه إليه وأخرجنا الكتب ودفعناها إليه فاخرج كتبا من كمه فقال هذه جوابات كتبكم فانصرفوا في حفظ الله تعالى فقلنا قد فنى زادنا وقد قربنا من المدينة فلو أذنت لنا فزرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتزودنا زادا فقال أبقى معكما من زادكما شئ فقلنا نعم ائتوني به فأخرجناه إليه فقبضه بيده وقال هذه بلغتكم إلى الكوفة امضيا في حفظ الله فرجعنا وكفانا الزاد إلى الكوفة قال ابن الجوزي رحمه الله في صفه الصفوة موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي أبو الحسن الهاشمي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعى العبد الصالح لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل وكان كريما حليما إذا بلغه عن رجل انه يؤذيه بعث إليه بمال وحدثني أحمد بن إسماعيل قال بعث موسى بن جعفر عليه السلام
(٤٣)