لا يرجع عن الحق من اعتقاد إمامته والقول بصحتها على حال من الأحوال فأمره الله تعالى بالاستتار وليكون المقام على الاقرار بإمامته مع الشبهة في ذلك وشدة المشقة أعظم ثوابا من المقام على الاقرار بإمامته والمشاهدة له فكانت غيبته عن أولياءه لهذه الوجه ولم تكن للتقية منهم.
ورابعها وهو الذي عول عليه المرتضى قدس الله روحه قال نحن أولا لا نقطع على أنه لا يظهر لجميع أولياءه فان هذا أمر مغيب عنا ولا يعرف كل منا الا حال نفسه فإذا جوزنا ظهوره لهم كما جوزنا غيبته عنهم فنقول العلة في غيبته عنهم ان الامام عند ظهوره من الغيبة انما يميز شخصه وتعرف عينه بالمعجز الذي يظهر على يديه لان النصوص الدالة على إمامته لا تميز شخصه من غيره كما ميزت اشخاص آبائه والمعجز انما يعلم دلالته بضرب من الاستدلال والشبه تدخل في ذلك فلا يمتنع ان يكون كل من لم يظهر له من أوليائه فان المعلوم من حاله انه متى ظهر له قصر.
على أن أولياء الامام وشيعته منتفعون به في حال غيبته لانهم مع علمهم بوجوده بينهم وقطعهم بوجوب طاعته عليهم لا بد ان يخافوه في ارتكاب القبيح ويرهبوا من تأديبه وانتقامه ومؤاخذته فيكثر منهم فعل الواجب ويقل ارتكاب القبيح أو يكونوا إلى ذلك أقرب فيحصل لهم اللطف به مع غيبته بل ربما كانت الغيبة في هذا الباب أقوى لان المكلف إذا لم يعرف مكانه ولم يقف على موضعه جوز فيمن لا يعرفه ان الامام يكون إلى فعل الواجب أقرب منه إلى ذلك لو عرفه لو لم يجوز فيه كونه إماما.
فان قالوا انه هذا تصريح منكم بان ظهور الإمام كاستتاره في الانتفاع به والخوف منه