بلى نحن كنا أهلها فابارنا * صروف الليالي والحدود والعواثر وعاش عامر بن الطرب العدواني مأتي سنة وكان من حكماء العرب وله يقول ذو الإصبع.
ومنا حكم يقضى * ولا ينقص ما يمضي وهذا طرف يسير مما ذكرناه من المعمرين وفي ايراد أكثرهم إطالة في الكتاب.
وإذا ثبت ان الله سبحانه قد عمر خلقا من البشر ما ذكرناه من الأعمار وبعضهم حجج الله تعالى وهم الأنبياء وبعضهم غير حجة وبعضهم كفار ولم يكن ذاك محالا في قدرته ولا منكرا في حكمته ولا خارقا للعادة بل مألوفا على الاعصار معروفا عند جميع أهل الأديان فما الذي ينكر من عمر صاحب الزمان ان يتطاول إلى غاية عمر بعض من سميناه وهو حجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته في ارضه وخاتم أوصياء نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال كلما كان في الأمم السالفة فإنه يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. هذا وأكثر المسلمين يعترفون ببقاء المسيح حيا إلى هذه الغاية شابا قويا وليس في وجود الشباب مع طول الحياة ان لم يثبت ما ذكرناه أكثر من أنه نقض للعادة في هذا الزمان وذلك غير منكر على ما نذكره.
والامر الآخران نسلم مخالفينا ان طول العمر إلى هذا الحد مع وجود الشباب خارق للعادات عادة زماننا هذا وغيره وذلك جايز عندنا وعند أكثر المسلمين فان اظهار المعجزات عندنا وعندهم يجوز على من ليس بنبي من امام أو ولى لا ينكر ذلك من جميع الأمة الا المعتزلة والخوارج وان سمي ذلك بعض الأمة كرامات لا معجزات ولا اعتبار بالاسماع بل المراد خرق