ولا خلاف ان سلمان الفارسي أدرك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد قارب أربعمائة سنة.
فهب ان المعتزلة والخوارج يحملون أنفسهم على دفع الاخبار فكيف يمكنهم دفع القرآن وقد نطق بدوام أهل الجنة والنار وجاءت الاخبار بلا خلاف بين الأمة بان أهل الجنة لا يهرمون ولا يضعفون ولا يحدث بهم نقصان في الأنفس والحواس ولو كان ذلك منكرا من جهة العقول لما جاء به القرآن ولا حصل عليه الاجماع ومن اعترف بالخضر عليه السلام لم يصح منه هذا الاستبعاد ومن أنكره حجته الاخبار.
وجاءت الرواية عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما بعث الله نوحا إلى قومه بعثه وهو ابن خمسين ومائتين سنة وليس في قومه الف سنة الا خمسين عاما وعاش بعد الطوفان مائتين وخمسين سنة فلما اتاه ملك الموت قال له يا نوح يا أكبر الأنبياء ويا طويل العمر ويا مجاب الدعوة كيف رأيت الدنيا قال مثل رجل بنى له بيت له بابان فدخل من واحد وخرج من واحد.
وكان عاد الكبير أطول الناس عمرا بعد الخضر وذلك أنه عاش ثلاثة آلاف سنة وخمسمائة سنة ويقال انه عاش عمر سبعة أنسر وكان يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعل في الجبل فيعيش النسر منها ما عاش فإذا مات اخذ آخر فرباه حتى كان آخرها لبدا فكان أطولها فقيل " اتى عبد على لبد ".
وعاش الربيع بن ضبع الفرازي ثلاثمائة سنة وأربعين سنة وأدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي يقول.
ها انا ذا آمل الخلود وقد * أدرك عمري ومولدي حجرا اما امرئ القيس قد سمعت به * هيهات هيهات طال ذا عمرا