فقال له أعظم الله أجرك في أخيك فقال له ورد إلي كتابه من الكوفة لثلاثة عشر يوما بالسلامة فقال له يا جندب والله مات بعد كتابه إليك بيومين ودفع إلى امرأته مالا وقال لها ليكن هذا المال عندك فإذا قدم أخي فادفعيه إليه وقد أودعته في الأرض في البيت الذي كان يسكنه فإذا أنت اتيتها فتلطف لها وأطمعها في نفسك فإنها ستدفعه إليك قال علي وكان جندب رجلا جميلا قال علي فلقيت جندبا بعد ما فقد أبو الحسن عليه السلام فسألته عما كان قال أبو الحسن فقال يا علي صدق والله سيدي ما زاد ولا نقص لا في الكتاب ولا في المال وعن خالد قال خرجت وانا أريد أبا الحسن عليه السلام فدخلت عليه وهو في عرصة داره جالس فسلمت عليه وجلست وقد كنت اتيته لأسأله عن رجل من أصحابنا كنت سألته حاجه فلم يفعل فالتفت إلي وقال ينبغي لأحدكم إذا لبس الثوب الجديد ان يمر يده عليه ويقول الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به بين الناس وإذا أعجبه شئ فلا يكثر ذكره فان ذلك مما يهده وإذا كانت لأحدكم إلى أخيه حاجه أو وسيله لا يمكنه قضاؤها فلا يذكره الا بخير فان الله يوقع ذلك في صدره فيقضي حاجته قال فرفعت رأسي وانا أقول لا إله إلا الله فالتفت إلي وقال يا خالد اعمل ما أمرتك وعن إسحاق بن عمار قال سمعت العبد الصالح ينعى إلي رجل نفسه فقلت في نفسي وانه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته فالتفت إلى شبه المغضب فقال يا إسحاق قد كان رشيد الهجري وكان من المستضعفين يعلم علم المنايا والبلايا فالامام أولى بذلك يا إسحاق اصنع ما أنت صانع فعمرك قد فنى وأنت تموت إلى سنتين وإخوتك وأهل بيتك لا يلبثون من بعد الا يسيرا
(٣٥)