قال وأمثال هذه الأخبار كثيرة لا يحتمل هذا الكتاب أكثر مما ذكرناه وقد ذكر كثيرا منها الشيخ أبو جعفر بن بابويه في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في اثبات الغيبة وكشف الحيرة فمن أراد الزيادة فليطلب من هناك وقد صنف الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان في ذلك كتابا مفردا ذكر فيه الأخبار الواردة في هذا المعنى بأسانيدها.
الفصل الثالث من القسم الأول في ذكر جمل من الدلايل على امامة أئمتنا عليه السلام سوى ما ذكرناه فيما تقدم من الكتاب أحد الدلائل على إمامتهم عليهم السلام ما ظهر عنهم من العلوم التي تفرقت في فرق العالم فحصل في كل فرقة منهم فن واجتمعت فنونها وسائر أنواعها في آل محمد عليه السلام الا ترى إلى ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في أبواب التوحيد والكلام الباهر المفيد من الخطب وعلوم الدين وأحكام الشريعة وتفسير القرآن وغير ذلك ما زاد على جميع كلام الخطباء والعلماء والفصحاء والحكماء والبلغاء حتى اخذ منه المتكلمون والفقهاء والمفسرون ونقل عنه أهل العربية أصول الاعراب ومعاني اللغات وقال في الطب ما استفاد منه الأطباء وفي الحكم والوصايا والآداب ما أربى على جميع كلام الحكماء وفي النجوم وعلم الآثار ما استفاده من جهته جميع أهل الملل والآراء ثم قد نقلت الطوائف عمن ذكرناه من عترته وأبنائه عليه السلام مثل ذلك من العلوم في جميع الأنحاء ولم يختلف في فضلهم وعلو درجتهم في ذلك من أهل العلم اثنان فقد ظهر عن الباقر والصادق عليهما السلام من الفتاوي في الحلال والحرام والمسائل والاحكام وروى الناس عنهما من علوم الكلام وتفسير القرآن وقصص الأنبياء والمغازي والسير واخبار العرب وملوك الأمم ما سمي أبو جعفر عليه السلام لأجله باقر العلم.
وروي عن الصادق عليه السلام من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف انسان