وعد مناقبه ووصف خلاله وذكر مآثره فما نقل انه أنكر ذلك ولا أمكنه رده ولا النكير على قائله مع محاربته له ومنازعته إياه الخلافة وسبه إياه على المنابر فكان كما قيل فأخرجه إلى السفه العياء وقد أجاد مهيار في قوله.
ما لقريش ما ذقتك عهدها * ودا محبتك ودها على دخل وطالبتك بقديم حقدها * بعد أخيك بالتراب والذحل وكيف ضموا أمرهم واجتمعوا * واستورد والرأي وأنت منعزل وليس منهم قادح بريبة * فيك ولا فاض عليك بوهل.
وكذا كانت الحال مع ناكثي بيعته فإنهم لم يتمكنوا من انكار فضله ومجد شرفه وكذا كانت أحوال الحسن والحسين عليه السلام بعده من تعظيم الناس لهم واعترافهم لهم بعلو المنزلة حتى أن يزيد بن معاوية لقاه الله غب أفعاله الوخيمة وجزاه بما يستحقه على أعماله الذميمة فلم يسعه ان يقول في الحسين عليه السلام ما يغض من شرفه أو يطعن في ثغره مجده ولم يحفظ عنه ذمة ولا استزادته وكان همه الدنيا وطلب الولاية فلها ترك الصواب وعليها دخل النار من كل الأبواب وكان يظهر الحزن عليه والندم على قتله وانكار انه أمر بذلك أو رضى به وما زال يعظم زين العابدين عليه السلام ولما انفذ مسلم بن عقبه وجرت وقعة الحرة أوصاه باحترامه عليه السلام واكرامه وصيانة جانبه معهم ومعرفتهم بحقه وقدره.
والصادق عليه السلام كان مكرما معظما عند بني مروان وبمثل ذلك عامله السفاح والمنصور.
وموسى بن جعفر عليهما السلام كان مراعي الحال معروف القدر والمكانة رفيع المنزلة والمحل الذي جرى في حقه من الرشيد كان ينكره ويعتذر