نزههم الله عن ذلك ثبت انه سبحانه هو المتولي لجميع الخلائق على ذلك بلطفه وجميل صنعه ليدل على أنهم حججه على عباده والسفراء بينه وبين خلقه والأركان لدينه والحفظة لشرعة وهذا واضح لمن تأمله.
دلالة أخرى ومما يدل أيضا على إمامتهم عليهم السلام ما حصل من الانفاق على برهم وعدالتهم وعلو قدرهم وطهارتهم وقد ثبت معرفتهم عليهم السلام بكثير ممن يعتقد إمامتهم ويدين الله تعالى بعصمتهم والنص عليهم ويشهد بالمعجز لهم ووضح أيضا اختصاص هؤلاء بهم وملازمتهم إياهم ونقلهم الاحكام والعلوم عنهم وحملهم الزكوات والأخماس إليهم من أنكر هذا أو دفع كان مكابرا دافعا للعيان بعيدا عن معرفة اخبارهم وقد علم كل محصل بطرق الاخبار ان هشام بن الحكم وأبا بصير وزرارة بن أعين وحمران وبكر ابني أعين ومحمد بن النعمان الذي يلقبه العامة شيطان الطاق وبريد بن معاوية العجلي وأبان بن تغلب ومحمد بن مسلم الثقفي ومعاوية بن عمار الدهني وغير هؤلاء ممن قد بلغوا الجمع الكثير والجم الغفير من أهل العراق والحجاز وخراسان وفارس كانوا في وقت جعفر بن محمد عليهم السلام رؤساء الشيعة في الفقه ورواية الحديد والكلام وقد صنفوا الكتب وجمعوا المسائل والروايات وأضافوا أكثر ما اعتمدوه من الرواية إليه وإلى أبيه محمد الباقر عليهما السلام لكل انسان منهم اتباع وتلامذة في المعنى الذي يتفردوا به وانهم كانوا يدخلون من العراق إلى الحجاز في كل عام إذا كثروا أو قلوا ثم يرجعون ويحكون عنه الأقوال ويسندون إليه الدلالات وكانت حالهم في وقت الكاظم والرضا على هذه الصفة وكذلك إلى وقت وفات أبي محمد العسكري عليه السلام وحصل العلم باختصاص هؤلاء بأئمتنا عليهم السلام كما يعلم اختصاص أبي يوسف ومحمد بن الحسن بابي حنيفة وكما يعلم اختصاص المزني