وعن أبي هاشم الجعفري قال كنت عند أبي محمد فقال إذا خرج القائم أمر بهدم المنائر والمقاصير التي في المساجد فقلت في نفسي لأي معنى هذا فاقبل علي وقال معنى هذا انها محدثة مبتدعة لم يبنها نبي ولا حجة وعن داود بن القاسم الجعفري قال سألت أبا محمد عن قول الله عز وجل " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله قال كلهم من آل محمد الظالم لنفسه الذي لا يقر بالامام قال فدمعت عيني وجعلت أفكر في نفسي في عظم ما أعطى الله آل محمد على محمد وآله السلام فنظر إلى أبو محمد فقال الامر أعظم مما حدثتك نفسك من عظيم شأن آل محمد فاحمد الله فقد جعلت متمسكا بحبلهم تدعى يوم القيمة بهم إذا دعى كل أناس بامامهم فابشر يا أبا هاشم فإنك على خير وعن أبي هاشم قال سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد عن قول الله " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " فقال أبو محمد هل يمحو الله الا ما كان وهل يثبت الا ما لم يكن فقلت في نفسي هذا خلاف ما يقول هشام بن الحكم لا يعلم الشئ حتى يكون فنظر إلى أبو محمد فقال تعالى الجبار الحاكم العالم بالأشياء قبل كونها الخالق إذ لا مخلوق والرب إذ لا مربوب والقادر قبل المقدور عليه فقلت اشهد انك ولي الله وحجته والقائم بقسطه وانك على منهاج أمير المؤمنين وعلمه وقال أبو هاشم كنت عند أبي محمد فسأله محمد بن صالح الأرمني عن قول الله " وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا " قال أبو محمد ثبتت المعرفة ونسوا ذلك الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه
(٢١٥)