قال أحمد بن محمد كتبت إلى أبي محمد عليه السلام حين اخذ المهتدي في قتل الموالي يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنك فقد بلغني انه يتهددك ويقول والله لأخلينهم عن جديد الأرض فوقع أبو محمد عليه السلام بخطه ذاك أقصر لعمره وعد من يومك هذا خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف بموته فكان كما قال قال دخل العباسيون على صالح بن وصيف عند ما حبس أبو محمد عليه السلام فقالوا له ضيق عليه ولا توسع فقال صالح ما اصنع به قد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم ثم أمر باحضار الموكلين فقال لهما ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل فقالا له ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة فإذا نظر إلينا أرعدت فرايصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا فلما سمع العباسيون ذلك انصرفوا خائبين.
وعن علي بن محمد عن جماعة من أصحابنا قالوا سلم أبو محمد عليه السلام إلى نحرير وكان يضيق عليه ويؤذيه فقالت له امرأته اتق الله فإنك لا تدري من في بيتك وذكرت له صلاحه وعبادته وقالت إني أخاف عليك منه فقال والله لأرمينه للسباع ثم استأذن في ذلك فأذن له فرمى به إليها ولم يشكوا في اكلها له فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه عليه السلام قائما يصلي وهي حوله فأمر باخراجه إلى داره والروايات في هذا المعنى كثيرة وفيما أثبتناه منها كفاية فيما نحوناه إن شاء الله.
وقال " باب ذكر وفاة أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وموضع قبره وذكر ولده.
ومرض أبو محمد عليه السلام في أول شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين