أردت ان تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر وقلقت لذلك فلا تقلق فان الله لا يضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون صاحبك أبو محمد وعنده ما تحتاجون إليه يقدم الله ما يشاء ويؤخر وما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها وفي هذا بيان واقناع لذي عقل يقظان وعن داود بن القاسم الجعفري قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول الخلف من بعدي الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت ولم جعلني الله فداك فقال إنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه فقلت فكيف نذكره قال قولوا الحجة من آل محمد عليه السلام والاخبار في هذا الباب كثيرة يطول بها الكتاب " باب ذكر طرف من اخبار أبي محمد عليه السلام ومناقبه وآياته ومعجزاته " عن الحسن بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى وغيرهما قالوا كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان على الضياع والخراج بقم فجرى يوما في مجلسه ذكر العلوية ومذاهبهم وكان شديد النصب والانحراف عن أهل البيت عليه السلام فقال ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكبرته عند أهل بيته وبني هاشم كافة وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك كانت حاله عند القواد والوزراء وعامة الناس فاذكر إني كنت يوما قائما على رأس أبي وهو يوم مجلسه للناس إذ دخل حجابه فقالوا أبو محمد بن الرضا بالباب فقال بصوت عال إئذنوا له فعجبت مما سمعت منهم ومن جسارتهم ان يكنوا رجلا بحضرة أبي ولم يكن يكنى عنده الا خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان ان يكنى عنده فدخل رجل أسمر اللون حسن القامة جميل الوجه جيد البدن حديث السن له جلال وهيبة حسنة.
(٢٠٢)