ونفسه الشريفة وذاته فناهيك من فخار وحسبك من علو منار وقدرك من سمو مقدار يجاري الهواء كرم أخلاق ويجاوز السماء طهارة أعراق لو ولج السماء شريف ولجها بشرفه أو طال الملائكة الكرام لطالهم بنفسه الزاكية وسلفه وفضلهم بولده وخلفه نور مشرق من أنوار وسلالة طاهرة من أطهار وغصن فخر من سرحه فخار وثمرة جنية من الدوحة الكريمة العليا ونبعة ناضرة قويمة من الشجرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء اخباره عليه السلام كلها عيون وسيرته السرية كاللؤلؤ الموصون ومقالاته ومقاماته قيد القلوب وجلاء الاسماع ونزهة العيون ومعارفه الإلهية واحدة في العلم بما كان وما يكون محدث في خاطره الشريف بالسر المكتوم والعلم المكنون ملهم بمعرفة الظاهر المشهور والباطن المخزون مطلع على خفايا ولا تتخيلها الأفكار ولا تخيلها الظنون جار من فضائله وفواضله على طريقة ورثها عن الاباء وورثها عنه البنون فهم جميعا في كرم الأرومة وزكاء الجرثومة كأسنان المشط متعادلون فشرفا لهذا البيت العظيم الرتبة العلى المحلة السامي المكانة لقد طال السماء علاء ونبلا وسما على الثوابت منزلة ومحلا واستوفي صفات الكمال فما يستثنى في شئ منه بغير ولا الا انتظم هؤلاء الأئمة عليه السلام انتظام اللئالي وتناسبوا في الشرف فاستوي المقدم والتالي ونالوا مرتبه مجد هلك دونها المقصر والعالي وحين اقتسمت شمل مراتب السيادة كان لغيرهم السافل ولهم العالي كم اجتهد الأعداء في خفض منارهم والله يرفعه وكم ركبوا الصعب والذلول في تشتيت شمل عزهم والله يجمعه وكم ضيعوا من حقوقهم ما لا يهمله الله ولا يضيعه ومع كثرة عداتهم وتظاهر الناس عليهم وغلبة شنأتهم ومدهم أيدي القهر إليهم لم يزدادوا على الاختبار الا صبرا واحتسابا وعلى القتل والتشريد الا اغراقا في الحمد واطنابا وتحصيلا للاجر واكتسابا
(١٣١)