وساير الأولياء والأجناد بعد استيفاء شروط البيعة عليهم بما أوجب أمير المؤمنين الحجة به على جميع المسلمين ولتبطل الشبهة التي كانت اعترضت آراء الجاهلين وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه وكتب الفضل بن سهل بأمر أمير المؤمنين بالتاريخ فيه قال الفقير إلى الله تعالى علي بن عيسى أثابه الله ورأيت خطه عليه السلام في واسط سنة سبع وسبعين وستمائة جوابا عما كتبه إليه المأمون.
بسم الله الرحمن الرحيم وصل كتاب أمير المؤمنين أطال الله بقاءه يذكر ما ثبت من الروايات ورسم ان اكتب له ما صح عندي من حال هذه الشعرة الواحدة والخشبة التي لرحى المد لفاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليها وعلى أبيها وزوجها وبنيها فهذه الشعرة الواحدة شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا شبهه ولا شك وهذه الخشبة المد المذكورة لفاطمة عليه السلام لا ريب ولا شبهه وانا قد تفحصت وتحدبت وكتبت إليك فاقبل قولي فقد أعظم الله لك في هذا الفحص اجرا عظيما وبالله التوفيق وكتب علي بن موسى بن جعفر عليهما السلام وعلى سنة إحدى ومأتين من هجرة صاحب التنزيل جدي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال الفقير إلى الله تعالى عبد الله بن علي بن عيسى أثابه الله مناقب الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام رضا في المناقب وأمداد فضله متوالية توالي المقانب وموالاته محمودة المبادي مباركة العواقب وعجائب أوصافه من غرائب العجائب وشرفه ونبله قد حلا من الشرف في الذروة والغارب وصيت سؤدده قد شاع وذاع في المشارق والمغارب فلمواليه السعد الطالع ولشانيه النحس الغارب اما شرف الاباء فأشهر من الصباح المنير وأضوء من عارض الشمس المستدير واما أخلاقه وسماته وسيرته وصفاته ودلايله وعلاماته