كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٣١
وعلي أخذها عن النبي صلى الله عليه وآله.
وأما النحو فقد عرف الناس قاطبة ان عليا عليه السلام هو الواضع الأول الذي اخترعه وابتدعه ونصبه علما لأبي الأسود ووضعه.
وأما علم البلاغة والبيان فهو فارسه المجلي في ميدانه، والناطق الذي تقر الشقاشق عند بيانه، والبحر الذي يقذف بجواهره، ويحكم على القلوب باتباع نواهيه وأوامره، ويدل على الخيرات بترغيباته، وينهى عن المنكرات بقوارعه وزواجره، ومتى شئت أن تجعل الخبر عيانا فدونك نهج البلاغة، فهو دليل واضح ونهج إلى البلاغة لائح، ولولا اشتهاره ووجوده لأفردت لشئ منه فصلا يعرف منه مقداره، ويعلم انه الجواد الذي لا يدرك شأوه ولا يشق غباره.
وأما علم تصفية الباطن وتزكية النفس فقد أجمع أهل التصوف من أرباب الطريقة وأصحاب الحقيقة، ان انتساب خرقتهم إليه. ومعولهم في سلوك طرقهم عليه.
وأما علم التذكير بأيام الله والتحذير من عذابه وعقابه، فالمقتدي به في ذلك الحسن البصري، وكان تلميذا له عليه السلام وبذلك كان شرفه وفخره، وبه طلع بين المذكرين فجره.
وأما علم الزهد والورع فقد كان في الصحابة جماعه من الزهاد كأبي الدرداء وأبي ذر، وسلمان الفارسي رضي الله عنهم، وكانوا جميعا تلامذة لعلي، بمحمد صلى الله عليه وآله اهتدوا وبعلي اقتدوا، وسأذكر فصلا في زهده عليه السلام إن شاء الله.
وأما علم مكارم الأخلاق وحسن الخلق فإنه عليه السلام بلغ في ذلك الغاية القصوى حتى قال عنه أعداؤه فيه دعابة وانه امرؤ تلعابة، وإنما كانت سهولة أخلاقه مع ذوي الدين وصالحي المؤمنين، وأما من كان من غيرهم فإنه كان
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357