ينادون من كل موضع: يا لثأرات الحسين بن علي! قال: فالتأم (1) الناس إلى المختار في جوف الليل من كل ناحية، وجاءه عبيد الله بن الحر في قومه وعشيرته.
قال: فجعل إبراهيم بن الأشتر ينتخب السكك التي فيها الأمراء والجند الكثير فيهجم عليهم هو والمختار وعبيد الله بن الحر ومن معهم من أجنادهم فيكشفونهم كشفة بعد كشفة والمختار يقول في خلال ذلك: اللهم إنك تعلم أننا إنما غضبنا لأهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم فانصرنا على من قتلهم وتمم لنا دعوتنا إنك على كل شيء قدير. قال: وإذا برجل من أصحاب عبد الله بن مطيع يقال له سويد بن عبد الرحمن أقبل في خيل عظيمة، فنظر إليه إبراهيم بن الأشتر فقال: مكانك أيها الأمير في موضعك هذا (2) ودعني وهؤلاء القوم، فقال: ثم نادى ابن الأشتر في أصحابه وقال:
يا شرطة الله إلي إلي. قال: فأحاطت به بنو أمية عمه من قبائل مذحج والنخع، فقال لهم: انزلوا عن دوابكم فإنكم أولى بالنصر والظفر من هؤلاء الفساق الذين خاضوا في دماء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: فنزل (3) الناس عن دوابهم ونزل معهم ابن الأشتر بنفسه، ثم دنوا من أصحاب عبد الله (4) بن مطيع وطاعنوهم طعانا عنيدا، وضاربوهم ضرابا شديدا، وهزموهم حتى بلغوا بهم إلى الكناس (5). ثم استوى ابن الأشتر وأصحابه على دوابهم وأقبلوا نحو المختار فأخذوا على مسجد الأشعث بن قيس ثم على مسجد جهينة ثم في السكة التي ينتهي منها إلى دار أبي عبيد الله الجدلي حتى خرجوا إلى الموضع الذي فيه المختار وأصحابه، فاشتد القتال هنالك وعلت الأصوات وإذا بشبث (6) بن ربعي الرياحي وحجار بن أبجر (7) العجلي قد أقبلوا في قبيلة عظيمة من أصحاب عبد الله (8) بن مطيع، قال: وكبر إبراهيم بن الأشتر تكبيرة وحمل وحمل (9) معه أصحابه وكشفوهم حتى تفرقوا في الأزقة. قال: