قال: فلما قرأ سليمان بن صرد الكتاب أقبل على أصحابه وقال: والله لا أرى لكم الرجوع عما عزمتم عليه إما الشهادة أو الفتح! ونحن نريد الآخرة قال: ثم جعل سليمان بن صرد يتمثل بهذا البيت وهو لبعض العرب (1):
أرى لك شكلا غير شكلي فأقصري * عن اللوم إذ بدلت واختلف الشكل ذكر كتاب سليمان بن صرد جواب كتاب عبد الله بن يزيد للأمير عبد الله بن يزيد من سليمان بن صرد وأصحابه (2) أما بعد فقد قرأنا كتابك أيها الأمير وعلمنا ما نويت، فنعم أخو العشيرة أنت ما علمناك في المشهد بالمغيب! غير أنا سمعنا الله تعالى يقول في كتابه وقوله الحق: (إن الله اشترى من المؤمنين وأنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) (3)، وأعلمك أيها الأمير أن القوم قد استبشروا ببيعتهم الذي بايعوه وقد تابوا إليه (4) وتوكلوا عليه من عظيم ذنوبهم - والسلام عليك ورحمة الله وبركاته -.
قال: فلما ورد الكتاب على عبد الله (5) بن يزيد وقرأه أقبل على جلسائه فقال:
استمات القوم ورب الكعبة! وأول خبر يأتيكم عنهم أنهم قتلوا بأجمعهم، والله لا قتلوا حتى يكثر القتل بينهم وبين عدوهم.
ذكر حبس المختار بالكوفة قال: وعلم المختار أن سليمان بن صرد قد مضى في أصحابه وحدثته نفسه أنه ليس يرجع منهم أحد، فجعل يبعث إلى الشيعة ويشاورهم في الخروج، قال: وبلغ