كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٦ - الصفحة ١٧٧
بسم الله الرحمن الرحيم ابتداء أخبار الأزارقة قال: والأزارقة (1) يومئذ قد جمعوا جموعا كثيرة، وخرجوا من البصرة فصاروا
(١) الأزارقة: باب من النسب، وهو أن يسمى كل واحد منهم باسم الأب، إذا كانوا ينسبون إليه ونظيره المهالبة والمسامعة والمناذرة. قد تنسب الجماعة إلى الواحد على رأي أو دين فيكون له مثل نسب الولادة كما قالوا: أزرقي لمن كان على رأي ابن الأزرق.
والأزارقة وهم أصحاب نافع بن الأزرق الحنفي ضرب من الخوارج الذين كانوا من قبل على رأي واحد لا يختلفون إلا في الشيء الشاذ من الفروع. وبعد اختلافهم وافتراقهم صارت الخوارج على أربعة أضرب:
- الإباضية وهم أصحاب عبد الله بن إباض.
- الصفرية - واختلفوا في تسميتهم - فقال قوم: سموا بابن الصفار، وقال آخرون - وأكثر المتكلمين عليه هم قوم نهكتهم العبادة فاصفرت وجوههم.
- ومنهم البيسهية وهم أصحاب أبي بيهس.
- ومنهم الأزارقة وهم أصحاب نافع بن الأزرق الحنفي.
ومما ذكره فيهم الشهرستاني في الملل والنحل ص ٥٦ قال: وبدع الأزارقة ثمانية منها: أن أطفال المشركين في النار مع آبائهم، إسقاط الرجم عن الزاني إذ ليس في القرآن وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال مع وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء وأنه يجوز أن يبعث الله نبيا يعلم أنه يكفر بعد نبوته أو كان كافرا بعد البعثة، وأنهم جوزوا الكبائر والصغائر على الأنبياء عليهم السلام، وأنهم أكفروا القعدة عن القتال (وانظر الفرق للبغدادي ص 56).
وكان من أمرهم أنهم عزموا على أن يقصدوا مكة لما توجه ابن عقبة يريد المدينة يوم الحرة يمنعون الحرم منه واتفقوا على امتحان ابن الزبير فإن كان على رأيهم بايعوه. وذهبوا وقاتلوا مع ابن الزبير ولم يبايعوه ثم ناظروه (انظر الكامل للمبرد 3 / 1206)...
تفرقت الخوارج عن ابن الزبير لما تولى عثمان فصارت طائفة إلى اليمامة وكان فيمن صار إلى البصرةنافع بن الأزرق الحنفي.