من العاص بن وائل سيوفا عملها له، حتى كان له عليه مال، فجاءه يتقاضاه، فقال له: يا خباب، أليس يزعم محمد صاحبكم هذا الذي أنت على دينه أن في الجنة ما ابتغى أهلها من ذهب، أو فضة، أو ثياب، أو خدم! قال خباب: بلى، قال: فانظرني إلى يوم القيامة يا خباب حتى أرجع إلى تلك الدار فأقضيك هنالك حقك، فوالله لا تكون أنت وصاحبك يا خباب آثر عند الله منى، ولا أعظم حظا من ذلك. فأنزل الله تعالى فيه: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا * أطلع الغيب} إلى قوله تعالى: {ونرثه ما يقول ويأتينا فردا - 77 إلى 80 من سورة مريم}.
ولقى أبو جهل بن هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - فقال له: والله يا محمد، لتتركن سب آلهتنا، أو لنسبن إلهك الذي تعبد. فأنزل الله تعالى فيه: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم - 108 من سورة الأنعام} فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كف عن سب آلهتهم، وجعل يدعوهم إلى الله [عز وجل].
والنضر بن الحارث [بن علقمة] بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي كان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا فدعا فيه إلى الله تعالى وتلا فيه القرآن وحذر [فيه] قريشا ما أصاب الأمم الخالية، خلفه في مجلسه إذا قام، فحدثهم عن رستم السنديد (1)، وعن اسفنديار، وملوك فارس، ثم يقول: والله ما محمد بأحسن حديثا منى، وما حديثه إلا أساطير الأولين، اكتتبها كما اكتتبتها. فأنزل الله فيه {وقالوا: أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا * قل: أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما - 5 و 6 من سورة الفرقان} ونزل فيه: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين - 15 من سورة القلم}. ونزل فيه:
.