فيطوفون عراة، وأما النساء فتضع إحداهن ثيابها كلها إلا درعا مفرجا عليها، ثم تطوف فيه. فقالت امرأة من العرب، وهي كذلك تطوف بالبيت:
اليوم يبدو بعضه أو كله * وما بدا منه فلا أحله ومن طاف منهم في ثيابه التي جاء فيها من الحل ألقاها، فلم ينتفع بها هو ولا غيره. فقال قائل من العرب يذكر شيئا تركه من ثيابه فلا يقربه، وهو يحبه:
كفى حزنا كرى عليه كأنه * لقى بين أيدي الطائفين حريم يقول: لا يمس.
فكانوا كذلك حتى بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم، فأنزل عليه حين أحكم له دينه، وشرع له سنن حجه: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم - 199 من سورة البقرة} يعنى قريشا.
والناس: العرب. فرفعهم في سنة الحج إلى عرفات والوقوف عليها والإفاضة منها.
وأنزل الله عليه فيما كانوا حرموا على الناس من طعامهم ولبوسهم عند البيت، حين طافوا عراة وحرموا ما جاءوا به من الحل من الطعام: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد، وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين. قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة، كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون - 31 و 32 من سورة الأعراف}. فوضع الله تعالى أمر الحمس، وما كانت قريش ابتدعت منه على الناس بالاسلام حين بعث الله [به] رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عثمان بن أبي سليمان (1) بن جبير بن مطعم، عن عمه نافع بن جبير، .