العرب خوفا من شرهم، قالوا: وكانت هيت وعانات مضافة إلى طسوج الأنبار، فلما ملك أنوشروان بلغه أن طوائف من الأعراب يغيرون على ما قرب من السواد إلى البادية، فأمر بتجديد سور مدينة تعرف بالنسر، كان سابور ذو الأكتاف بناها، وجعلها مسلحة تحفظ ما قرب من البادية، وأمر بحفر خندق من هيت يشق طف البادية إلى كاظمة مما يلي البصرة وينفذ إلى البحر، وبنى عليها المناظر والجواسق ونظمه بالمسالح، ليكون ذلك مانعا لأهل البادية من السواد، فخرجت هيت وعانات بسبب ذلك الخندق من طسوج شاه فيروز، لأن عانات كانت قرى مضمومة إلى هيت (1).
الخورنق: بفتح أوله وثانيه، وراء ساكنة، ونون مفتوحة، وآخره قاف، ذكرته العرب في أشعارها وضربت به الأمثال في أخبارها، موضع بالكوفة.
قال أبو منصور: هو نهر، وأنشد:
وتجبى إليه السيلحون ودونها * صريفون في أنهارها والخورنق قال: وهكذا قال ابن السكيت في الخورنق، والذي عليه الأثر والأخبار: أن الخورنق قصر كان بظهر الحيرة، وقد اختلفوا في بانيه، فقال الهيثم بن عدي: الذي أمر ببناء الخورنق النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن الحارث بن عمرو ابن لخم بن عدي بن مرة بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن قحطان، ملك ثمانين سنة، وبني الخورنق في ستين سنة بناه له رجل من الروم يقال له:
سنمار، فكان يبني السنتين والثلاث ويغيب الخمس سنين وأكثر من ذلك وأقل فيطلب فلا يوجد، ثم يأتي فيحتج، فلم يزل يفعل هذا الفعل ستين سنة حتى فرغ