وقال سراج الدين (عمر) (1) ابن الوردي في خريدة العجائب: الكوفة مدينة علوية مدنها علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهي كبيرة حسنة على شاطئ الفرات، لها بناء حسن وحصن حصين، ولها نخل كثير وثمرة طيبة جدا، وهي كهيئة بناء البصرة وعلى ستة أميال منها، وفيها قبة عظيمة يقال: إنها قبر علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وما استدار بتلك القبة مدفن آل علي، والقبة بناء أبي العباس عبد الله بن حمدان في دولة بني العباس.
وقال البلاذري في فتوح البلدان: إن عمر بن الخطاب كتب إلى سعد بن أبي وقاص يأمره أن يتخذ للمسلمين دار هجرة وقيروانا، وأن لا يجعل بينه وبينهم بحرا.
فأتى الأنبار وأراد أن يتخذها منزلا، فكثر على الناس الذباب فتحول إلى موضع آخر فلم يصلح، فتحول إلى الكوفة فاختطها وأقطع الناس المنازل وأنزل القبائل منازلهم وبنى مسجدها وذلك في سنة سبع عشرة (2).
وقال أيضا: لما فرغ سعد بن أبي وقاص من وقعة القادسية، وجه إلى المدائن فصالح أهل الرومية وبهرسير، ثم افتتح المدائن وأخذ أسبانبر (3) وكرد بنداذ عنوة فأنزلها جنده فاحتووها، فكتب إلى سعد: أن حولهم، فحولهم إلى سوق حكمة، وبعضهم يقول: حولهم إلى كويفة دون الكوفة.
وقال الأثرم: وقد قيل: التكوف الاجتماع، وقيل أيضا: إن المواضع المستديرة من الرمل تسمى كوفان، وبعضهم يسمي الأرض التي فيها الحصباء مع الطين والرمل كوفة.
قالوا: فأصابهم البعوض فكتب سعد إلى عمر يعلمه أن الناس قد بعضوا وتأذوا بذلك، فكتب إليه عمر: أن العرب بمنزلة الإبل لا يصلحها إلا ما يصلح الإبل فارتد لهم موضعا عذبا ولا تجعل بيني وبينهم بحرا.
وولى الاختطاط للناس أبا الهياج الأسدي عمرو بن مالك بن جنادة (4)، ثم إن