قال: نعم.
قال: «فهل صلى في مسجد سهيل؟» قال: وأين مسجد سهيل، لعلك تعني مسجد السهلة؟
قال: «نعم».
قال: لا.
قال: «أما إنه لو صلى فيه ركعتين ثم استجار الله لأجاره سنة».
فقال له أبو حمزة: بأبي أنت وأمي هذا مسجد السهلة.
قال: «نعم، فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، وفيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه، وفيه مناخ الراكب، وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين، (وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله عزوجل منها النبيين)، وفيها المعراج وهو الفاروق الأعظم موضع منه، وهو ممر الناس وهو من كوفان، وفيه ينفخ في الصور وإليه المحشر، ويحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، أولئك الذين أفلج الله حججهم وضاعف نعمهم المستبقون الفائزون القانتون، يحبون أن يدرؤا عن أنفسهم المفخر ويجلون بعدل الله عن لقائه، وأسرعوا في الطاعة فعملوا وعلموا أن الله بما يعملون بصير، ليس عليهم حساب ولا عذاب يذهب الضغن يطهر المؤمنين، ومن وسطه سار جبل الأهواز وقد أتى عليه زمان وهو معمور».
قال المجلسي: قوله: (وفيه المعراج) لعل المراد: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما نزل ليلة المعراج وصلى في مسجد الكوفة أتى هذا الموضع وعرج منه إلى السماء.
أو المراد: أن المعراج المعنوي يحصل فيه للمؤمنين.
قوله (عليه السلام): (وهو الفاروق الأعظم موضع منه) أي: المعراج وقع في موضع منه وهو المسمى (بالفاروق) (1)، أو أن في موضع منه يفرق القائم بين الحق والباطل، كما ورد في خبر آخر أن فيها يظهر عدل الله.
وقوله (عليه السلام): (هو ممر الناس) أي: إلى المحشر (2).